الخطب

إن الغرض من هذه المواعظ هو تحصيل العلم النافع المقرب إلى الله تعالى. ذلك العلم الذي يُصلح القلب وينبت المحبة ويزيد الخوف والرجاء ويرفع الخشوع والمراقبة لله تعالى، وهو العلم الذي يؤدي إلى العمل الصالح الموافق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه وسيرته ودأبه وفقهه وعباداته واعتقاداته؛ ليحصل المؤمنين المتقين من ذلك ما يصلح ظواهرهم وبواطنهم؛ ليكونوا أقرب إلى الله تعالى، وأحب إليه، وأقرب إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وأشد تحملاً لمسئوليتهم، وقيامًا بأعبائها؛ إذ لا يسير بهذه المسئوليات ولا يقرب من الله ورسوله إلا أصحاب النفوس العالية، والهمم الصافية، والفضائل والكمالات التي شهد الله لأصحابها، وقربهم، وأحبهم جل وعلا.