من آداب الصيام المهمة، ما جاء في هذا الأثر الوارد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: « إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء»، فإذا كان يوم صوم المؤمن صام لسانه وسمعه وبصره، فصام لسانه عن الغيبة والنميمة والكذب وغيرها من المحرمات، وصام سمعه عن أيضًا سماع المحرمات، وكذلك صام بصره عن النظر المحرم، ليكون الصوم سببّا في تأديب جوارحه، وفي محاسبة نفسه على الصغيرة والكبيرة في الظاهر والباطن، فيكون الصيام أجدَى في إصلاح نفسه وقلبه وعمله، ورفع درجته، وإخبات نفسه؛ لأنه لو ترك نفسه للوقوع في المحرمات ما نفعه ترك المباح من الطعام والشراب بشيء؛ لأن الشرع ما حرم عليه الطعام والشراب أثناء الصيام إلا ليعلم أن الحكمة من ذلك أن تكون النفس أطوع وأخف إلى ترك المحرمات أثناء الصيام وبعد الصيام !
إن المؤمن الصادق في إصلاح نفسه علم أنه لن يحصل ذلك إلا وقد قدم ترك المكروهات والمحرمات برفع راية المجاهدة عليها خاصة في هذه الأيام، مع ما يتركه من الطعام والشراب والشهوة؛ لتستقيم نفسه وتلين وتتهذب، وتصير نفسًا صافية مقبلة على الله تعالى تائبة منيبة أواهة مخبتة لله سبحانه وتعالى، فتدخل رمضان وقد استقامت على السير في طريق التقوى والولاية الموصل إلى الله جل وعلا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خطب ودروس فضيلة الشيخ/ د. محمد الدبيسي. مسجد الهدي المحمدي بالظاهر
موقع فضيلة الشيخ على الإنترنت:
www.eldebaissey.com
تابعنا على الفيس بوك:
https://m.facebook.com/MasjdAlhady