قول النبي صلى الله عليه وسلم : « ما مَلأ آدميّ وعاء شَرّا من بَطْن ، بِحَسْب ابن آدم لُقَيْمَات يُقِمنَ صُلْبَه ..» يبين خطر شهوة الطعام وامتلاء البطن، لأن المرء ما أن تمتلئ بطنه إلا ويصيبه خمول الذهن وقعود الأعضاء عن العبادة، وما يترتب على ذلك من الأشر والبطر وتحرُّك النفس لشهوة النساء، ثم يتبع ذلك الغفلة والكسل والتثاقل عن العبادات، مما يضيع العمر في غير طاعة الله ومحبته والإقبال عليه وتحقيق أسباب النجاة.
لذلك كان الصيام من أهم العبادات التي تعين المؤمن على كسر هاتين الشهوتين، شهوة البطن وشهوة الفرج، فالصوم هو طريق التقلل من الطعام والشراب، وهو كذلك طريق كبح شهوة الفرج؛ لذلك وصى النبي صلى الله عليه وسلم بالصوم لكبح هذه الشهوة، إذ قال: « يا معشر الشباب مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ».
ومن هنا كان مطلوب المؤمنين في هذه الأيام الاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في صوم شعبان كله، أو صومه إلا يوما أو يومين، إعدادًا للنفس لتحقيق أسباب المغفرة في رمضان، إذ إن المغفرة لا تتحقق بأن يعطي المرء نفسه شهواتها من الطعام والشراب والنكاح والراحة، وإنما بأن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأن يقدم ما قدَّم الله سبحانه وتعالى، مع اليقين أنه مهما قدم لله تعالى من عمل، فإنه سوف يجد ذخر ذلك وعاقبته في الدنيا والآخرة، كما قال تبارك وتعالى: ( وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيۡرًا وَأَعۡظَمَ أَجۡرًا ) [ المزمل : ٢٠ ].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خطب ودروس فضيلة الشيخ/ د. محمد الدبيسي. مسجد الهدي المحمدي بالظاهر
موقع فضيلة الشيخ على الإنترنت:
www.eldebaissey.com
تابعنا على الفيس بوك:
https://m.facebook.com/MasjdAlhady