
إن الله سبحانه وتعالى قد فتح ليلة النصف من شعبان ليكون تحصيل المغفرة فيها بداية السير الصحيح للفوز بالمغفرة في رمضان.
تُرى هؤلاء الذين يدخلون رمضان على القطيعة والخصومة، وعلى التدابر والشِّجار، وعلى البغضاء والتنافر، وعلى الغِلِّ والحسد وسوء الأخلاق فيما بينهم، تُراهم إذا دخلوا رمضان على هذه الأحوال يُحَصِّلون فيه المغفرة ؟!
إن ذلك يحمل المؤمنين المتقين على ألا تأتي عليهم تلك الليلة إلا وقد صَفُّوا ما بينهم من شحناء وتنافر وخصومة، وأن يتسامحوا ويتجاوزوا فيما بينهم؛ يرجون بذلك أن يتجاوز الله تعالى عنهم، وأن يغفر لهم في هذه الليلة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها في قوله: « يَطَّلِعُ اللهُ إلى خَلْقِه ليلَ النِّصْفِ من شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خلقِه إلا مُشْرِكٍ أو مُشاحِنٍ ».
وكذلك ينبغي أن يخرج المؤمنون من المظالم التي بينهم وبين الناس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ » فيستسمح كل أحدٍ غيره فيما أتى في حقه؛ سواء في عِرْضِهِ أو في ماله أو في نفسه، ؛ ليدخل الجميع رمضان وقد انتفت بينهم الشَّحناء، وانتفى بينهم التقاطع والتَّدابر والتظالم، وأصبح كلُ أحد همه أن يُغفر له، وألا يطَّلع الله تعالى عليه فيقول: «أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا» !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من خطب ودروس فضيلة الشيخ/ د. محمد الدبيسي. مسجد الهدي المحمدي بالظاهر
موقع فضيلة الشيخ على الإنترنت:
www.eldebaissey.com
تابعنا على الفيس بوك:
https://m.facebook.com/MasjdAlhady