الفتوحات الإلهية شرح الأسماء الحسنى للذات العليّة

لقد امتن الله سبحانه وتعالى على خلقه بأن أرشدهم إلى طريق الوصول إليه والتعبد له، إذ قال سبحانه: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون ﴾ [ الذاريات: 56]، وكان أفضل أنواع التعبد إلى الله تعالى، وأيسر الطرق الموصلة إليه سبحانه وتعالى هو التعبد له بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، كما قال: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [ الأعراف : 180]. وذلك لأن الله تعالى يحب أن تظهر آثار أسمائه في خلقه، فيحب أن يظهر آثار اسمه الغفور بأن يغفر للخلق، ويحب أن يظهر آثار اسمه التواب بأن يتوب على عباده، وكذلك آثار الرزاق؛ بأن يرزق عباده، وآثار الجود والكرم؛ بأن يتكرم عليهم، وهكذا في كل الأسماء. فإذا تعلم المؤمنون هذه الأسماء الحسنى واطلعوا على ما فيها من المعاني وتفكّروا فيها، وجاهدوا أنفسهم على أخذ حظهم منها ودعوا ربهم بها كان ذلك سببًا في محبة الرب جل وعلا لهم وتقريبه لهم، وأن تظهر عليهم آثار هذه الأسماء الحسنى، وتتنزل عليهم بركاتها، وكانوا في أعلى الدرجات من ولاية الله تعالى لهم.

التصنيفات الفرعية

خطب ودروس مرتبطة

إغلاق
إغلاق